كل ما نحتاجه هنا هو القليل من الإرادة، فقط… هذا ما نحتاجه…
وطالما أنك هنا فأنت حتمًا تبحث عن حلول لتغيير شخصيتك للأفضل، لإتقان مهارات جديدة، لتطوير نفسك، لإعادة تشكيل شخصيتك وتنقيتها من الشوائب… من العادات السلبية التي تمضي بك نحو طريق لا تريده…
حسنًا، بالرغم من أن العنوان يخبرك بأنها تحديات، إلا إنها لا ترقى لأن تكون كذلك، لسبب بسيط؛ وهى أنها سهلة وممكنة وبسيطة للغاية، كل ما تحتاجه لتطبيقها أن تبدأ وتقرر الاستمرار .. الاستمرار هنا هو التحدي الأكبر هو التحدي الحقيقي الذي يجمع بين كل هذه التحديات الصغيرة…
لنبدأ…
(1) انشر السعادة بكلمات بسيطة: عادة، عندما تسأل شخص “كيف حالك؟” يجيب الجواب المعتاد: “أنا بخير” باقتضاب غريب وكأنه يصّر على قول العكس، يعطيك إشارة بأنه لا يعني ما قاله أبدًا، لكن تخيل لو كان الجواب: “نعم أنا بخير… إنه يوم رائع، أشعر بالحماس، أنا بصحة جيدة…” إلى آخر هذه الكلمات الإيجابية، ستشعر بسعادة حقيقية وإيجابية تساعدك على بدء اليوم بشكل أفضل، قد تبدو هذه الفكرة بسيطة للغاية ولا ترقى لكونها تحدي من الأساس؛ وبالرغم من ذلك نقسم على ألا نبدأ يومنا إلا بالعبوس، لماذا بربكم؟!
إذا ضقت ذرعًا بمن حولك ممن ينتهجون عقيدة العبوس والسلبية هذه كل صباح؛ كن أنت ذلك الشخص الإيجابي الذي ترغب في مقابلته، الذي يقابلك بالإبتسامة والكلام المبهج، واجعل يوم الآخرين جميلًا ومبهجًا بفضل ابتسامتك وكلماتك البناءة، حتى وإن كانوا يصرون على العبوس، لا تهتم ولا تعطيهم بالًا.
(2) جرب شيئًا جديد كل يوم: عندما تقوم بعمل شيء جديد أيًا كان؛ تشعر بأن ثمة شيء تغيّر… الحياة اختلفت، فالتجديد هو ما يضيف لحياة نكهة خاصة، ليس فقط لكونه يقتل الروتين والرتابة التي تفقدك الشعور بالحياة، لكن تجربة أنشطة جديدة كل يوم، مهما كانت بسيطة؛ ستخلق أمامك فرص جديدة، سيكون أمامك الكثير من الأشياء لتكتشفها، والأهم من ذلك كله؛ ذلك الشعور الرائع الذي لا نشعر به إلا في اللحظة الأولى، لحظة تجربة أي شيء لأول مرة؛ تلك اللحظة التي تحمل بداخلها فيضان من الحماس والنشاط والشغف والحب، جرّب شيء جديد كل يوم، ولو كان من أجل أن تعيش هذا الشعور فقط.
(3) ادعم شخص كل يوم: أيًا كان نوع هذا الدعم، احرص على أن تساعد شخص كل يوم، معنويًا ماديًا لا يهم، المهم هو أن تخرج من ذاتك قليلًا، من دائرة الأنا التي تدور بداخلها بدون توقف، وتجرب أن تساعد الآخرين، بالمناسبة الأنا ستكون سعيدة جدًا بذلك، أكثر حتى ممن قدمت لهم المساعدة.
(4) تعلم مهارة جديدة كل يوم: الاعتماد على الذات هو مفتاحك لتعيش حياة صحية ومنتجة، والاعتماد على النفس لا يأتي بدون إتقان مجموعة من المهارات، حدد نصف ساعة يوميًا تبحث فيها عن مهارة تساعدك على الحياة بشكل أفضل، طوّر من نفسك ولا ترضى أبدًا، لا تتوقف، لا تتكاسل، لا تجعل يومك يمضي بدون أن تتعلم مهارة جديدة، فتّش عنها ثم اقرأ وابحث وافهم كيف تكتسبها، كيف تجعلها جزءًا منك، كيف يمكنك زرعها بداخلك على مدار الـ 30 يوم.
(5) علّم شخصًا شيئًا ما كل يوم: تعليم شخص ما شيئًا جديدًا كل يوم قد يبدو للوهلة الأولى أمر صعب، لكن في الحقيقة أنت تراه صعبًا لأنك لا تدرك مواهبك ونقاط القوة التي تمتلكها، فتسأل نفسك: كيف لي أن أعلم شخصًا آخر؟ أليس من الأولى تعليم نفسي أولًا؟!
حسنًا؛ عليك أن تفهم أولًا أن ما تمتلكه من مهارات وقدرات تراها عادية، بالنسبة للآخرين تعتبر تحدي وأمر صعب المنال، فلا تستخف بما تمتلكه من قدرات، ابحث عن شيء واحد فقط تتقنه أيًا كان؛ وعاهد نفسك أن تعلمه لشخص ما، الرسم، الطبخ، التحدث بثقة، ممارسة الرياضة، أي شيء تتقنه ساهم به، وتذكر أن المشاركة تعود بالنفع عليك قبل الآخرين.
(6) ساعة واحدة لاهتماماتك كل يوم: احتفظ بساعة واحدة كل يوم لنفسك، تختلي فيها بذاتك، تمارس ما تحب بعيدًا عن العمل والمشاركة والآخرين، ولا تسمح لأي شيء / شخص أيًا كان أن يخترق هذه الساعة، اجعلها وسيلة لتوطيد علاقتك بذاتك، أو للتقرب من خالقك، أو التفكير في حياتك ومستقبلك، المهم أن تمارس شيء تؤمن به وتحبه بقوة.
(7) عامل الجميع بلطف، حتى الأجلاف منهم: أن تعامل الجميع بشكل جيد، حتى أولئك الذين تكرههم لا يعني أنك شخص منافق، بل يعني أنك ناضج بما فيه الكفاية للسيطرة على مشاعرك، لمدة 30 يوم عاهد نفسك أن تعامل الجميع بلطف، وأنا أعدك بانتهاء الـ 30 يومًا ستجد أنك أصبحت لا تكترث لأحد بالفعل، ووقاحة وكراهية الآخرين تبددت، لأنك ببساطة لم تعد مهتمًا.
(8) ركّز على الإيجابية دومًا: إن الفائز الحقيقي في هذه الحياة هو المتفائل، الذي يمتلك القدرة على صنع سعادته بنفسه، بغض النظر عما آلت إليه الأوضاع من حوله، يعرف دائمًا ان ثمة حكمة من كل موقف سيء مر به، يؤمن بأن الفشل ما هو إلا فرصة ثانية للمحاولة، فرصة للتطور والتعلم، يؤمن بأن ثمة مخرج دومًا حتى في الأوقات العصيبة، حاول أن تعيش بهذه العقلية الـ 30 يوم المقبلة؛ وليكن هدفك هو النظر إلى الجانب المشرق من كل شيء.
(9) دائمًا هناك درس عليك تعلمه: من المهم أن نتذكر أن كل شيء يحدث لنا في هذه الحياة، يصب في بوتقة التعلم، نحن هنا على هذه الأرض لنتعلم، فكل شخص نلتقيه، كل شيء نواجهه، هو في الأصل جزء من تجربة التعلم الكبرى التي نسميها “الحياة”، لذلك علينا ألا ننسى أبدا أن الدرس، ألا نتجاوز التجربة دون إدارك حقيقي لما كان علينا تعلّمه، خلال الـ 30 يوما احتفظ بدفتر صغير دوّن فيه كل درس تعلمته خلال هذه الأيام، صدقني ستخرج بكثير من المفاهيم والمعاني العميقة التي لن تعلمك إياها الكتب والمحاضرات، أن تعيش الشيء هو أفضل طريقة لتعلّمه، وليس هناك معلم حقيقي أفضل من التجربة.
(10) اهتم بحياتك واستمتع بها كما هى: أرغب في سؤالك حقًا؛ يا ترى كم حياة ستعيش؟ واحدة… أليس كذلك؟ حسنًا ما الذي يمنعك من الاستمتاع بها؟ لماذا تفنيها في مقارنة نفسك بالآخرين؟ لماذا تضيعها في التذمر والملل والسلبية؟ لماذا تتعامل معها كما لو أنها ليست الوحيدة؟ وكأن هناك حيوات أخرى في انتظارك!
باختصار شديد وبدون مقدمات، “الآن” هي اللحظة الوحيدة المضمونة، اللحظة الوحيدة التي تمتلكها حقًا، فابذل كل جهدك للاستمتاع بها، وعشها بكل ما تملك من حياة.
(11) تخلص من شيء واحد كل يوم: معظمنا يعاني من الفوضى التي تحيطه أينما ذهب؛ في المكتب، في السيارة، في البيت، وللأسف أصبحت الفوضى شيئًا عاديًا بالنسبة له، لم يعد يستغربها أو يتأفف منها، وبالرغم من أن البعض ينظر لإشكالية الفوضى، على أنها شيء تافه وإزعاجه بسيط – وقد تبدو كذلك أحيانًا – إلا ان لها تأثير أكبر بكثير مما نعتقد، فإن هذه الفوضى الخارجية التي تغطي على كل ما يحيط بك؛ تنم عن فوضى داخلية أيضًا، فوضى في عقلك وأفكارك وحياتك، إنها تتغذى على تدميرك شيئًا فشيئًا، وأنا لا أبالغ هنا، الفوضى هى الطرق الأسرع للهلاك!
في الـ 30 يوم هذه حاول أن تتخلص كل يوم من شيء معين، من هذه الفوضى التي تحيط بك، هكذا بمنتهى البساطة، رتب كل شيء حولك وسترى كم ستشعر بالراحة في داخلك، والأهم سترتاح عيناك التي اعتادت على الفوضى أينما وقعت، وبمرور الوقت ستعتاد التنظيم وسيثير أعصابك أي منظر فوضوي.
(12) ابتكر شيئًا جديدًا: سيكون من الرائع أن تختبر قدرتك على الابتكار خلال الـ 30 يومًا هذه، الابتكار يعني أن تخلق شيء من لا شيء، أن تقدم فكرة جديدة لا شبيه لها، في مجال أنت تهتم به فعلًا وتحبه، اطلق لأفكارك العنان وفاجئنا، بل وفاجيء نفسك أولًا بقدراتك الإبداعية، حينها فقط ستستشعر لذة الكمال والانتصار، انطلق.
(13) لا تكذب ولو لمرة واحدة: يكاد يكون هذا التحدي الأجمل والأصعب، خاصة إذا كانت معتاد على الكذب – الكذبات البيضاء بالطبع – راقب نفسك طوال الـ 30 يوم، وعاهد نفسك ألا تكذب كذبة واحدة، وتذكّر ان الكذب واحد؛ ليس هناك شيئًا اسمه كذبات بيضاء أو كذب بريء إلى آخر هذه المطلحات الغريبة التي نطلقها بهدف تبرير الكذب، الكذب كذب ولا شيء غير ذلك، توقف عن خداع نفسك والآخرين، وتحدث من القلب وعبر عن نفسك وآراءك بشفافية وصدق حقيقي، ولا تكترث بمدى صدق الآخر، يكفيك ان تكون أنت صادقًا.
(14) استيقظ قبل موعدك بـ 30 دقيقة: إذا كنت موظف أو طالب فأنت معني بهذه النقطة أكثر من أي شخص آخر، دعني اسألك أولًا: كم مرة استيقظت صباحًا وظللت تركض وتهرول للحاق بالجامعة أو العمل؟ كل يوم يتكرر هذا الموقف أليس كذلك؟ حسنًا هذا حل بسيط وعملي يساعدك على التخلص من هذه العادة اللعينة…
جرب أن تستيقظ قبل موعدك بـ 30 دقيقة، 30 دقيقة فقط ستغنيك عن الهرولة كالمجنون كل يوم، ستعطيك الفرصة لتجهيز نفسك والاستعداد للخروج على مهل، دون أن تنسى هاتفك هنا أو دفاترك هناك، فضلًا عن أن الـ 30 دقيقة هذه لن تغيّر شيئًا إذا قضيتها في النوم، في النهاية ستستيقظ، جرب هذه الطريقة على مدار الـ 30 يوم وشاهد كيف سيتغير يومك للأفضل، فبداية اليوم هى التي تحدده؛ فلتبدأه بشكل صحيح، دون توتر وذعر وقلق.
(15) اقتل 3 عادات سيئة .. 3 فقط: حاصر 3 عادات سيئة من عاداتك لمدة 30 يومًا، ضيّق الخناق عليها، تربص بها، اقتلها، مزّقها، اجعل الـ 30 يوم فرصة لتنقيح نفسك من عاداتك السيئة، كف عن تناول الكثير من الوجبات السريعة مثلًا، كف عن الغطرسة، كف عن التصرف بنرجسية، اقتل التردد إلخ… 3 عادات سيئة فقط ليست بالأمر الصعب… افتك بها قبل أن تقضي عليك هي.
ما رأيك في هذه التحديات “البسيطة للغاية”؟ هل تفكر في تجربة أيًا منها؟
أخبرني أي تحدي أعجبك أكثر وستقوم بتنفيذه بالفعل، ولماذا؟ والأهم؛ انتظر الجزء الثاني فهو مليء بالتحديات السهلة والقابلة للتطبيق، والتي تساعدك بتغيير شخصيتك للأفضل في 30 يوم فقط.