-->

المواضيع

شخصيات خيالية أثرت على حياة البشر


دائمًا ما تُطالعنا الإصدارات المُتخصصة كـ فوربس وتايم وموقع بيزنس إنسايدر بقوائم سنوية لأبرز الشخصيات الأكثر نفوذًا وتأثيرًا حول العالم، والتي في العادة تتألف من القادة في مجال الأعمال والسياسة والترفيه والتكنولوجيا، السياسيين، الفنانين، المفكرين، رؤساء منظمات مجتمع مدني، ورجال دين البارزين ممن أثرورا إيجابًا في الحياة العامة.
وهذا منطقى، فحين تفكر بالشخصيات التي تركت تأثيراً كبيراً على حياة البشر سواء بشكل إيجابي أو سلبي، فغالباً ما تكون شخصيات فعلية عاشت وتفاعلت، وأثرت على حياة الملايين حول العالم.
ولكن ماذا عن الشخصيات الخيالية Fictional Characters، المشهورة في الأساطير والحكايات الشعبية، هل يُمكن أن تكون على رأس تلك القوائم؟!
كان هذا محور اهتمام الكاتب Allan Lazar وشريكيه Jeremy Salter و  Dan Karlanفي كتابهم الطريفThe 101 Most Influential people Who Never Lived، الذي يسرد ويصف لنا السيرة المُحيطة بـ 101 من الشخصيات الخيالية، والتي لم تعش أبدًا، غير أنها حققت تأثيرًا كبيرًا في الحياة.


كتاب الأشخاص الخيالية الـ 101 الأكثر نفوذًا بالعالم
كتاب الأشخاص الخيالية الـ 101 الأكثر نفوذًا بالعالم
يُمكنك اقتناء الكتاب عبر Amazon من هُنا.
# جدير بالذكر إن الشخصية الخيالية الوحيدة التي ورد اسمها في قائمة مجلة التايم الأمريكية هو بارت سيمبسون من عائلة سمبسون.
فتلك الشخصيات الخيالية، والتي لم تعش الحياة أبدًا على ظهر الكوكب، كانت من صنع الإنسان، ولكن وجدت مكانها في قلوب العالم وشكلت مجتمعنا، وثقافة الكثيرين منا، فكانت متغلغلة في تفكيرنا، ورغم إيماننا الكامل بأنها غير موجودة، لكننا نستمد من بعضها الحماس أو السعادة أو حتى الخوف، فقد عملت على تغير سلوكنا، وظلت علامات باقية في تاريخ تطور الحضارة الإنسانية، مما ساهم في تحديد مسار التاريخ.
وإليكم أبرز عشرة شخصيات خيالية، لم توجد قط في الحياة على كوكبنا، لكن تركت أثرًا كبيرًا يفوق ما تركه الكثير من الأشخاص الحقيقين، وذلك بحسب ترتيب ذكرها بالكتاب أعلاه:-

The Marlboro Man

The Marlboro Man
رجل ذي بنية قوية، عُرف عنه شجاعة الأبطال، وتحدي الصعاب؛ وتميز بوسامة تخطف الأنظار، وملامح ذكورية حادة، فضلاً عن الهدوء والمزاج الجيد الذي عادة ما يكون متصفًا به… هذا الرجل وقف وراء تحويل Marlboro – مارلبورو إلى إحدى أكثر أنواع السجائر مبيعًا على مستوى العالم، بعدما قفز بعلامتها التجارية، مع إنه لم يكُن الرجل المدير التنفيذى للشركة، ولا حتى موظف فيها، بل إنه لم يكُن شخصية حقيقية بالمرة.
عرفه العالم كراعي بقر مُدخن، يوقد سجائر التبغ من جذوة، وينفث دخانها بهدوء شديد، سواء كان متكئًا على الأريكة، أو ممتطيًا صهوة جواده، بإعلانات سجائر Marlboro، ومكتوب أسفله عبارة:- “تعال حيث النكهة”، فهو مُجرد وجه رسمي للشّخصية التّي تمّ استخدامها في إعلانات الحملات التّرويج لسجائر المطبوعة والمُتلفزة في سبعينات القرن الماضي.
حيث أرادت الشركة من خلالها بربط الصوة الذهنية للمُنتج لدى المستهلكين بالقوة والفحولة ورجولة مدخني السجائر، وقد استمرت الشركة في استخدام هذه الشخصية من عام 1954م وحتى 1999م، واعتبرت على الصعيد الإعلاني قصة نجاح مذهلة، ومثالًا لحملة ترويجية ناجحة جدًا، لكن ما لا يعرفه الغالبية العظمى أن العديد ممن تقمصوا دور رجل المارلبورو قتلهم التبغ متأثرين بأمراض على علاقة بالتبغ والتدخين، وهي نهاية مأساوية بكل تأكيد.

Big Brother

Big Brother
الحاكم الغامض لدولة أوقيانيا الدكتاتورية، صاحب الصورة المُعلقة في كل مكان، والذي اختار أن يظهر لشعبه من خلال الشاشات فقط، وبمجرد ذكر اسمه يجعل الناس ترتجف خوفًا.
وهو شخصية خيالية غامضة ضمن أحداث رواية جورج أورويل 1984، والتي نالت نجاحاً كبيرًا على المستوى العالمي، وتم اختيارها كواحدة من أفضل 100 رواية، وترجمت إلى أكثر من 60 لغة، وأصبحت كلمة الأخ الأكبر تستعمل كمرادف للتعسف في استعمال السلطة الحكومية، وخصوصًا في احترام للحريات المدنية.
وإليك حقائق ومعلومات شيّقة عن رواية جورج أورويل المثيرة للجدل.. 1984، إنها رواية تُقرأ، ثم تُقرأ من جديد… فلا تفوتك.

King Arthur

King Arthur
شخصية خيالية، لم تنشأ إلا من خلال الأدب والشعر البريطاني، وهي الشخصية المحورية في دائرة الأساطير المعروفة باسم الحالة البريطانية، تحولت إلى رمز وأسطورة عالمية خالدة، تمثل الملكية العادلة في الحرب والسلم، حيث تحكي الأسطورة الأرثرية حكمه على مر التاريخ، وتعرض الحروب التي كانت تحدث بين الإمبراطورية الرومانية وبريطانيا والقبائل التي كانت تشتعل نيرانًا بسبب الفتنة، حتى تم سقوط الإمبراطورية الرومانية.
يُذكر أن حكاية الملك آرثر الأسطورية، تم تجميعها في كتاب The tale of king Arthur للمؤلف جفري أوف مونماوث.

Santa Claus

Santa Claus
الشخصية الأسطورية المشهور في قصص الأطفال، والتي رسمها في الأذهان رسام الكاريكاتير الأمريكي توماس نيست، في جريدة هاربرس عام 1822م، لتكون هي رمز أعياد الميلاد كل عام.
والتي تعددت الآراء والقصص والروايات حول نشأته وأصله والمدينة التي ينتمي إليها والجذور الدينية والثقافية له، ولكن حقيقة الأمر أنه نتاج لمزيج من الأساطير الكثيرة المختلفة، أشهرها وأرجحها أنه نموذج للقديس نيكولاس أسقف ميرا، الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، حيث ولد عام 280 ميلادية، وانتشرت سيرته حول العالم، فقد كان يوزع الهدايا على الفقراء والعائلات دون علمهم.
ويذكر أن الصورة الحديثة والمعروفة له، قد ولدت على يد الشاعر الأمريكى كليمنت كلارك موريس الذي كتب سنة 1823م قصيدة بعنوان The Night Before Christmas، يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد، وهو يضع للأطفال الهدايا داخل جوارب صوفية، يضعونها فوق المدفأة في منازلهم، حيث كان يتسلل من خلال فتحة المدفأة؛ حتى لا يراه الأطفال ليلاً، ويفاجئون بالهدايا في الصباح، فيتملكهم السرور أكثر وأكثر.

Hamlet

Hamlet
أمير دانماركي، صاحب العبارة الشهيرة “To be or not to be, that is the question”، والذي يظهر له شبح أبيه الملك في ليلة، ويطلب منه الانتقام لمقتله، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم جدًا.
وأحد أسباب خلود شخصية هاملت هي قدرته على استيعاب عدد قد لا ينتهي من التفسيرات المتشابهة ضمن سياق فكري واحد، والمتباينة في سياقات فكرية مختلفة، وقد ظهرت الشخصية الخيالية في مسرحية تحمل نفس الاسم للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، وهى أطول مسرحيات شكسبير، وأحد أقوى المآسي المسرحية، وتعتبر الأكثر تأثيراً في الأدب الإنجليزي، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي.

Dr. Frankenstein’s Monster

Dr. Frankenstein's Monster
ذلك المسخ الذي صنعه عالمًا مجنونًا من بقايا الجثث بطريقة ما؛ بحثًا عن إكسير الحياة الذي يبقيه على قيد الحياة للأبد، ليصبح شخصية مميزة في عالم الأفلام المرعبة الخيالية، بعدما تناولتها وصالات السينما على مدى سنوات طويلة.
بداية وحش فرانكشتاين كانت في ليلة عاصفة باردة، عندما كانت ماري شيلي مع زوجها وأصدقائها في منزل للأجازات، يستمتعون بوقتهم، ويتناقشون في العلم الحديث والغامض، ويسردون قصصاً عن الأشباح، فخرجت من هذه الأمسية بفكرة عن روايتها الكلاسيكية الأشهر Frankenstein، والتي نُشرت لأول مرة عام 1818م بلندن.

Siegfried

Siegfried
المحارب الأسطوري قاتل التنين، الذي استطاع الوقوف أمام وجوه الأعداء، وقد ظهرت ملحمته للمرة الأولى في القرن الثامن عشر، وهي خيالٌ بحت.

Sherlock Holmes

Sherlock Holmes
شخصية خيالية لأشهر مُحقق ومُتحرى خاص في التاريخ، بل إنه يكاد يفوق في شهرته كثيرًا من مشاهير العالم الحقيقيين، وقد بلغ من شهرة هذه الشخصية أنها فاقت شهرة مبتكرها الكاتب والطبيب الأسكتلندي آرثر كونان دويل، والذي كتبها في أربع روايات، وستاً وخمسين قصة قصيرة، لتُعد من أشهر ما كُتب في أدب الجريمة.
وقد ظهرت أول مرة في رواية دراسة في اللون القرمزي عام ١٨٨٧م وحققت نجاحاً متواضعاً، ثم كان له ظهور ثانٍ في عام ١٨٩٠م في رواية علامة الأربعة، وهي التي زادت من شهرته وشعبيته، وبعدها ومع ظهوره في سلاسل قصصية تحول إلى شخصية أيقونية في عالم التحقيق والأدب البوليسي، حتى أصبح يشار له بـ “محقق لندن العظيم” منذ ذلك الحين.

Romeo and Juliet

Romeo and Juliet
شخصيات خيالية أيضًا، فهما أبطال مسرحية شكسبير الشهيرة، وأصحاب إحدى قصص الحب الأكثر شهرة في التاريخ، فيعتبران مرادفين للحبيبين المخلصين، حتى أصبحوا رمزًا للعلاقات العاطفية، لنعيش معهما أسطورة حبهما الخيالية بكل تفاصيلها في مدينة واقعية في شمال إيطاليا، حتى أصبح أي شخص مغرم يشار إليه باسم روميو، وكذلك الحال بالنسبة لجولييت.
ظهرتا لأول مرة في واحدة من أعظم أعمال الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، والتي تعتبر من الكلاسيكيات العالمية، وقد حدثنا فيها عن أشهر نافذة في دنيا الحب في مسرحيته الشهيرة روميو وجولييت، فتلك النافذة العريقة كانت تطل منها الحسناء جولييت على العاشق المتيم روميو، ليفرحا معا بهذا اللقاء المختلس دون أن يخطر لهما نهايتهما المفجعة.
يُذكر أن روميو وجولييت ألهمت الكثير من الرسامين لرسم مشاهد المسرحية، ونتج عن ذلك تراث من اللوحات العالمية الشهيرة.

Dr. Jekyll and Mr. Hyde

Dr. Jekyll and Mr. Hyde
شخصيتان خياليتان وردتا في رواية للأديب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، والتي تصف الحياة المزدوجة داخل الإنسان، والتي يكون ظاهرها الخير، وباطنها الشر، وتعد من أشهر قصص الرعب على مر الزمان، وقد نُشرت لأول مرة في لندن عام 1886م، لتشترك مع روايتي فرانكنشتاين، دراكيولا في الأثر الذي تركته على الوعي الجمعي للإنسانية حول حالة نفسية نادرة أحيانًا ما يُطلق عليها انفصام الشخصية.
لذا فقد اهتم بها علماء النفس لما فيها من نظره علمية دقيقة لما يدور بداخل النفس البشرية من صراعات، لاقت نجاحًا فوريًا بعد صدورها فقد باعت حوالي 40 ألف نسخة في الأشهر الستة الأولى من صدورها، وقرأتها الملكة فكتوريا نفسها، ووصل صداها إلى مختلف دول العالم.
كُل هذه الشخصيات وأكثر تبقى نتاج الخيال والأساطير والخرافة، ولكن لا يستطيع أن يُنكر أحد أنها كانت ذات نفوذ كبير، فقد أثرت فينا بشكل ملحوظ، فاستحقت أن تكون على رأس قوائم الشخصيات الأكثر نفوذًا وتأثيرًا حول العالم، حتى وأن لم تعش معنا…
TAG

عن الكاتب :

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *