-->

المواضيع

لماذا ننسى الاحلام!!!

كثيرا ما  ننسى احلامنا عند الاستيقاظ من النوم او تتنتاقص في الوضوح شيئا فشيئا مع تقدم ساعات النهار ونجد الجزء الذي نذكره ضئيل في الغالب وان كان له قدرة على الثبات في الذاكرة وعلى هذا الجزء دون غيره نصب قدرتنا على التفسير ..

على الرغم من أننا نقضي فترة تزيد عن التسعين دقيقة، في كل ليلة نقضيها في نوم
طبيعي، في عالم الأحلام، الا ان الكثيرين منا يؤكدون انهم لا يحلمون الا نادرا، بل ان هناك من يؤكد انه لا يتذكر انه قد رأى حلما طيلة حياته! فما هو تعليل ذلك؟

تتفق الدراسات، والمشاهدات المألوفة، على ان تذكر الحلم يتوقف على و
قت الإستيقاظ من النوم، فالحلم لا يمكن تذكره الا إذا حدث الإستيقاظ أثناءه أو مع انتهائه، اي طوال فترة مرحلة نوم "حركات العين السريعة"، والمرحلة الرابعة من مراحل النوم أحيانا. كما ما نتذكره عادة هو الحلم الأخير في سلسلة الأحلام التي يشهدها نومنا الطبيعي، أي الحلم الذي يسبق استيقاظنا مباشرة.


وقد أكدت ذلك دراسات عديدة، ومنها تلك التي أجراها "دايمونت" على مجموعة من الأشخاص، والتي أظهرت أن الأشخاص الذين يصعب أيقاظهم من النوم يعتبرون أنفسهم قليلي الأحلام، من خلال تخطيط الدماغ، تؤكد أن الجماعتين تمران بمراحل نوم متشابهة وفترات متقاربة من نوم REM. كما لوحظ ان زيادة قوة العامل الموقظ (كزيادة صوت قرع الجرس) تؤدي إلى "زيادة" في أحلام الجماعة الأولى. ان سهولة الإستيقاظ من النوم تعني إمكانية أكبر لأن يصادف الإستيقاظ فترة "حلمية".


بل أن هذه السهولة قد تتيح للإستيقاظ ان يحدث بتأثير من أحداث الحلم نفسه. كما أن الأبحاث التي أجرها "بيرز" توصلت إلى نتائج مماثلة أيضا، فقد طلب إلى من أجري عليهم التجربة ان يسجلوا، كتابة، كل حلم يحلمونه في كل مرة يستيقظن فيها من النوم، فوجد ان كلا منهم كان ينسى أكثر احلامه (بما فيها تلك التي سجلها كتابة أثناء الليل) وان الأحلام التي يسترجعها، ويشغل نفسه في تفسيرها، تكون عرضة للنسيان بمرور الوقت.


إن عدم  تذكر كل الأحلام التي نشهدها في نومنا، وتذكرنا للحلم الأخير فقط، يعود إلى الطبيعة الفسلجية الخاصة لدورة النوم (أي تعاقب مراحله). فالتغيرات المختلفة التي تشهدها مراحل النوم المختلفة على مستوى القشرة المخية والمراكز التي تسيطر عليها تفع عملية الإستثارة التي تشهدها الإرتباطات
الفسيولوجية الخاصة بالصور المكونة للحلم المعين في مرحلة معينة من مراحل النوم ، إلى التلاشي لتحل محلها استثارة لإرتباطات فسيولوجية تخص صور أخرى تشكل مكونات للحلم اللاحق، لهذا يصبح تذكر مكونات الحلم متعذرا إذا ما حدث الإستيقاظ في مراحل نومية تالية له.

ولكن من الملاحظ ان  تذكر أي حلم بعد الإستيقاظ لا يشمل كل تفصيلاته ومكوناته، في يطويه النسيان قد على ما يمكن تذكره من أحداث وتفاصيل، بل ان ذكرى الحلم تضمحل في سياق النهار بحيث ان ما يتبقى منها بعد انتهاء اليوم قد لا يتجاوز النتف الصغيرة، وهذا ما أشارت اليه أبحاث (بيرز) السالفة الذكر. فما هو السبب في ذلك؟


نود أن نشير أولا إلى أن هناك احلاما تنطبع في الذاكرة فلا يطالها النسيان حتى بعد فترات طويلة، ويذكر فرويد أنه يتذكر بوضوح حلما حدث له وتفصله عنه مدة تزيد على (37) عاما. لكن مثل هذه الأحلام تبقى محددة ومنفردة ولا يصح القياس عليها.

أما نسيان الأحلام فهو ظاهرة عامة، لكنها ليست بالغريبة أو الغامضة.
فما ينطبق على النسيان أثناء اليقظة ينطبق على نسيان الأحلام أيضا، بالإضافة إلى ما لخصائص الأحلام المميزة التي ذكرناها سابقا، من تأثير على عملية تذكرها.
TAG

عن الكاتب :

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *